الأسطورة

من الأسطورة إلى الفلسفة

تمهيد: حول بنية العقل التجسيدي(الأنثروبومورفي): الإله (الثيوس) والإسطورة(الميثوس):

اللاهوت الحِسي: العقل الأنثروبومورفي:
بدأت جذورُ نشأة الفلسفة اليونانية في عالم الدين، ولنطلق عليه عالم الإله: “الثيوس(theos=ϑεός)”، وعالم الأسطورة، ولنسمه عالم “الميثوس (Mythos-μύϑος)”؛ حيث مثلتِ الديانةُ اليونانيةُ، بأساطيرها اللاهوتية المتعددةِ، رؤيةَ اليونانيين القدماء إلى العالم، في عصور ما قبل الفلسفة، حيث تكون ما أسميه: العقل الأنثروبومورفي(= التجسيدي التجسيمي).
ولقد تمثلَ نظامُ الرؤيةِ الدينية الأسطورية إلى الوجود، والذي كان سائداً قبل الفلاسفة اليونان الأوائل، في ذلك التصور الذي يمكن أنْ نسميَه بــــ “اللاهوت الحسي”.
عقل الأسطورة:
لقد أسهمتْ الأساطيرُ اليونانيةُ في دعم أو تفسير الديانة اليونانية، والمعتقدات اليونانية. وحيث إن كلمة أسطورة “ميثوس” تعارض كلمة العقل “لوجوس” اليونانية، كما تعارض كلمة خيال كلمة منطق، أو كما تعارض الكلمة التي تُروى الكلمة التي تبرهن، من هنا، إن كلمتي “لوجوس= العقل”، و”ميثوس”= ما يتنافى والعقل”، هما نصف اللغة، وهما وظيفتان أساسيتان من حياة الفكر (“ميثوس” و”لوجوس”= “ميثولوجيا)( ).
جدلية العلاقة بين الميثولوجيا والفيلوسوفيا:
كان ثمة علاقة جدلية بين الرؤية الدينية الأسطورية إلى الوجود (الإله-الإنسان-العالم) في القرون الثلاثة السابقة على الفلسفة، (من التاسع إلى السابع قبل الميلاد عند الثلاثي اللاهوتي: هوميروس وهسيودوس وأرفيوس) وبين الرؤية الفلسفية التي بلورتها المدرسةُ الميليتية (المَلَطِية) في القرن السادس قبل الميلاد، كبداية أولية مهدت لانطلاق اللوجوس في العالم الغربي، ومن ثم انفكاكه- النسبي، لا المطلق أو الخالص- من عِقَال الميثوس/الثيوس.
ميثولوجيا ما قبل عصر الفلسفة:
ويمكن إجمالُ الأساطير الدينية، التي جادلتِ الفلسفةُ رؤيتَها إلى العالم، وحاولتْ أنْ تقدمَ بدلاً منها رؤيةً معقولةً إلى الوجود (الإله- الإنسان- العالم)، على النحو الآتي:
• الأساطير الكسمولوجية (κόσμολογια.Cosmologia=أساطير الكون)
• الأساطير الكسموجونية (κοσμογονία -Cosmogony = أساطير نشأة الكون).
• الأساطير الثيوجونية ( Θεογονία -Theogony = أساطير ولادة الآلهة)؛ أي البدء الأنطولوجي للآلهة اليونانية.
• الأساطير الأنثروبوجونية (άνϑροπογονία -Anthropogony = أساطير خلق الإنسان).
• أساطير الوحي الإلهي المقدس (أساطير معبد الإله “أبولون” في مدينة دلفيوس، ووحي الإله “زيوس” في مدينة دودونا).
• أساطير ديانات الأسرار المقدسة (الإليوسية- الديونيسية- الأورفية).
• أساطير العالم الآخر (أساطير هاديس “الجحيم” والإليزيون “الفردوس”).
محاور البحث:
وسوف نتناول هذه المكونات المُشّكِلة لبنية الثيوس والميثوس اليونانية من خلال المحورين الآتيين: المحور الأول: الديانة اليونانية الأوليمبية وأساطيرها.
المحور الثاني: الديانات السرية اليونانية وأساطيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى