الأسطورة

أسطورة  الخلق الأمازيغية  ج 1

من كتاب أسطورة الخلق / عبد المجيد طعام

الأمازيغ، أو “الشعب الحر”، هم سكان شمال أفريقيا الأصليون. وفقًا للأساطير ، تم خلق الأمازيغ ، على يدي الإله آمون من المحاربين والشعراء ،وهذا ما جعل منهم مدافعين شرسين عن أرضهم وثقافتهم، قاوموا الغزاة على مر التاريخ، بما في ذلك الرومان والعرب والأوروبيين.

الأمازيغ شعب بدوي ، يسكن مناطق تمتد من مصر إلى جزر الكناري، بالإضافة إلى المناطق الجنوبية للصحراء مثل النيجر ومالي ، كانوا يُعرفون في العصور القديمة باسم “أمازيغ” أو “إمازيغن” ، وهم من أقدم سكان شمال أفريقيا. استمرت أساطيرهم الغنية لآلاف السنين،ولم تستطع التأثيرات الحضارية أن تطمسها بل نجدها  أثرت على المعتقدات الدينية للمصريين القدماء.

تاريخ شعب الأمازيغ في شمال أفريقيا طويل ومتنوع، يتألفون من مجموعة كبيرة من القبائل غير العربية، مرتبطة في ما بينها باللغة والثقافة، أرجع علماء الآثار أصولهم إلى ثقافة وحضارة شمال أفريقيا يعود تاريخها لأكثر من 10,000 سنة. ، وأشار إليهم المصريون لأول مرة في سنة 3,000 قبل الميلاد تحت اسم “تيميهو”، كما تشير النصوص الفينيقية واليونانية والرومانية إليهم أيضًا.

منذ العصور البدائية، كانت أراضي الأمازيغ مفترق طرق لشعوب إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط ، غزا القرطاجيون والرومان والوندال والبيزنطيون والعرب والترك والإسبان والفرنسيون والإيطاليون أجزاءً من وطنهم، لم يشهد الأمازيغ أبدًا هوية سياسية موحدة، هناك العديد من ممالك الأمازيغ والثقافات التي تعيش جنبًا إلى جنب في مناطق مختلفة من شمال إفريقيا وإسبانيا، ولكن لم يكن هناك “إمبراطورية أمازيغية موحدة”.

على مر القرون امتزج الأمازيغ مع العديد من الجماعات العرقية، بما في ذلك العرب، وبسبب ذلكتم التعرف عليهم بشكل أكبر من خلال اللغة بدلاً من العرق، لغتهم واحدة تعد من أقدم اللغات في العالم ، وتنتمي إلى الفرع الإفريقي من عائلة اللغات الأفروآسيوية، إلى جانب اللغة المصرية القديمة ،على الرغم من أنها لم تتشكل أبدًا خارج العبادات المحلية،

مثل كل الحضارات الأخرى، شكلت الأسطورة محور الثقافة الأمازيغية إلى درجة أنها أصبحت تقليدا غنيا ومتنوعا ، تم توريثه عبر الأجيال في شمال أفريقيا. تقدم الأساطير الأمازيغية نظرة عن معتقداتهم وعاداتهم وقيم شعب الأمازيغ وتعكس ارتباطهم بالطبيعة والأرواح والأجداد.

الأسطورة الأمازيغية غنية وتمثل نظام معتقدات يدور في فلك إلهة متعددة ، استورد الأمازيغ بعض أساطيرهم بفعل التواصل مع الأساطير الإفريقية الأخرى مثل الديانة المصرية القديمة، بالإضافة إلى الأساطير الفينيقية واليهودية والإيبيرية واليونانية في العصور القديمة، وأحدث تأثير جاء من الأساطير العربية، عندما تم تحويل الأمازيغ إلى الإسلام في القرن التاسع. اليوم لا تزال بعض المعتقدات الأمازيغية التقليدية والوثنية موجودة في الثقافة والتقاليد، خاصة في الجزائر حيث تظل العبادات القديمة قائمة بدرجات متفاوتة.

كانت الصخور مقدسة بالنسبة للعديد من الشعوب البدائية، بما في ذلك الأمازيغ ، تحدث الكاتب اللاتيني في القرن الثاني أبوليوس، بالإضافة إلى القديس أوغسطين، أسقف هيبو ريجيوس (الاسم القديم لمدينة عنابة في الجزائر)، عن عبادة الصخور بين أمازيغ شمال إفريقيا،  كما ذكرت بغض المصادر أنهم عبدوا الموتى والنجوم ولازال يتواجد أشهر نصب صخري في شمال غرب إفريقيا يعرف باسم مزورا (أو مسورا) ، وفقًا للأسطورة هذا النصب الصخري مقبرة الملك البربري الأسطوري أنطيوس،  وتم اكتشاف نصب آخر من الميجاليث في عام 1926، جنوب الدار البيضاء بالمغرب، توجد به نقوش جنائزية بالخط الليبي – البربري المعروف باسم تيفيناغ .

تشير قبور الأمازيغ  إلى أن الأمازيغ كانوا يؤمنون بحياة أخرى بعد الموت ،وقد تطورت قبورهم من  مجرد هياكل بدائية إلى هياكل أكثر تعقيدًا، اتخذت شكل أهرامات انتشرت في شمال أفريقيا، أشهرها ،الهرم النوميدي والهرم الموريتاني القديم ، المعروف أيضًا باسم هرم تومبكتو أو هرم تشينغيت، وهو هيكل قديم يقع في صحراء ساحلية شمال غرب موريتانيا، يُعتقد أنه يعود إلى الفترة ما بين القرن الأول والقرن الثاني الميلادي، وهو جزء من تجمع أثري أكبر في المنطقة . يتميز الهرم الموريتاني القديم بتصميمه المميز، له قاعدة مربعة ويصل ارتفاعه  إلى حوالي 17 مترًا. يعتقد أن الهرم قد تم استخدامه لأغراض دينية أو رمزية أو قد يكون له علاقة بالجوانب الفلكية والثقافية المحلية ، وعلى الرغم من أن الهرم الموريتاني القديم لا يتمتع بنفس الشهرة العالمية مثل الأهرامات في مصر، إلا أن له أهمية كبيرة من حيث القيمة الأثرية والتاريخية، تم تسجيله كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو في عام 1988.

هناك تشابه ملحوظ بين الأساطير الأمازيغية القديمة والمصرية ، وهناك آلهة متشابهة ومتداخلة بين الحضارتين . كان الأمازيغ جيرانًا للمصريين، حيث كانوا يسكنون أراضي ليبيا منذ آلاف السنين و يُعتقد أن بعض آلهة المصريين القديمة، مثل إيزيس وسيت، كانت تُعبد في الأصل من قبل الأمازيغ، كما كان أوزوريس واحدًا من الآلهة المصرية التي كان يسجد لها في ليبيا،و يعتقد بعض العلماء أن أوزوريس كان إلهًا ليبيًا في الأصل، كما يُزعم أن الأمازيغ لم يأكلوا لحم الخنزير بسبب ارتباطه بسيت، ولم يأكلوا لحم البقرة بسبب ارتباطها بإيزيس ،وقد أفاد هذا هيرودوت: “إن لحم البقرة لا يأكله أي من هذه القبائل [الليبية]، ويمتنعون عنه لنفس السبب الذي يمتنع به المصريون، أي تكريمًا لإيزيس إلهة المصريين التي يعبدونها بالصيام والاحتفالات.”. أحد الآلهة الأخرى التي اعتبرها المصريون ذات أصل ليبي هي نيث، ويقال إنها هاجرت من ليبيا لتؤسس معبدها في سايس بدلتا النيل ، تقول بعض الأساطير إن نيث ولدت حول بحيرة تريتون أو تونس الحديثة، و نيث هي إلهة مصرية قديمة تعتبر رمزًا للأمومة والحياة. تُصوَّر نيث عادة على شكل امرأة تحمل عصا السلطة في يدها، وقد تظهر مرتدية تاجًا مكونًا من عقدة أو أسد على رأسها ،تعتبر إلهة السماء والأرض والماء، وكان لها علاقة وثيقة بالحياة والخصوبة.  يُعتقد أن نيث كانت أمًا لجميع الآلهة والبشر، وكانت لها عدة مراكز ثقافية مهمة مثل سيسيلي وسايس وإبسوس ،وتُعرَف بألقاب مختلفة مثل “سيدة السماء” و”الأم العظيمة”

من الملاحظ أن بعض الآلهة المصرية كانت تصوّر بصفات أمازيغية (ليبية قديمة)، مثل “أمنت” (أو أمونت) التي كانت تُصوَّر بريشتين، وهما الزينة الطبيعية للأمازيغ القدماء كما يظهر في رسومات المصريين القدماء. هي إلهة من الأساطير المصرية القديمة. “أمنت” هي إلهة الحب والجمال والخصوبة. وتُصوَّر عادةً على شكل امرأة شابة ذات جمال فائق وترتدي تاجًا  ،وتُعتَبر أيضًا الأم الروحية لملوك مصر، وكان لها دور هام في الطقوس الملكية والتنصيب الملكي. تتراوح قصص وأساطير أمنت من حكايات الحب والزواج والجمال إلى دورها في الخلق والحياة، وتُعتبر مصدرًا للقوة الإلهية الأنثوية والخصوبة، وكانت تُعبد في معابدها في مختلف أنحاء مصر القديمة.

ويعتبر الإله “أمون” من أهم الآلهة الذي له حضور مشترك بين  الثقافة المصرية والأمازيغية . أمون هو ملك الآلهة وإله الرياح، عرف عند المصريين القدماء باسم آمون- رع، وعند الإغريق باسم زيوس- آمون، وعند الفينيقيين باسم بعل- آمون ، كان يُصوَّر عادة في شكل بشري، وأحيانًا برأس كبش، وقد تم العثورعلى رسومات مبكرة للكباش في شمال أفريقيا تعود إلى 9600 قبل الميلاد و7500 قبل الميلاد. أشهر معابد أمون وجدت في ليبيا القديمة و في سيوة بمصر، وهي واحة لا تزال مسكونة من طرف بعض الأمازيغ، ولكن معظم المصادر الحديثة تتجاهل وجود آمون في الأساطير الأمازيغية، إلا أنه كان يُكرَّم من قبل الإغريق القدماء ، وتم دمجه مع إله الفينيقيين بعل بسبب التأثير الليبي.

استمر التداخل بين آلهة الأمازيغ والآلهة الفرعونية والإغريقية والرومانية إلى حد التطابق ، ما يعكس ذلك التلاقح الثقافي والحضاري بين شعوب شمال إفريقيا وشعوب حوض البحرالأبيض المتوسط ، ويمكن أن نقف على نموذج يقربنا أكثر من التلاقح الثقافي بين تلك الشعوب ،إنه نموذج الإلهة إفري (أو إيفري) وهي إلهة أمازيغية قديمة تعبد في المنطقة الأمازيغية التي تمتد عبر شمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب والجزائر وليبيا وتونس. تُعتبر إفري إلهة الحب والجمال والخصوبة والحرية في الثقافة الأمازيغية، و تصوَّر عادةً على شكل امرأة جميلة ذات شعر طويل، تُعبَد كمصدر للقوة الأنثوية والجمال الروحي، وتظهر عادةً مع إله آخر يُدعى “أماوال” وهو الإله الذكري المتوازن.

تراوحت قصص وأساطير إفري في الثقافة الأمازيغية بين حكايات الحب والرومانسية إلى دورها في الحرية والتحرر، و يُعتَقَد أنها تعيش في الجبال والمظاهر الطبيعية الخلابة، وتُعد جزءًا من الثقافة الأمازيغية الغنية ، كما تظهر في الفنون التقليدية والشعر والأغاني والاحتفالات الثقافية، و يُحتَفى بها في المناسبات الدينية والاحتفالات العامة، وتُعد رمزًا للقوة الأنثوية والهوية الأمازيغية.

في الثقافة الفرعونية تشترك الإلهة حاتحور في نفس الصفات مع إفري الأمازيغية ، حاتحور هي إلهة متعددة الأوجه وتعتبر إلهة شاملة تجمع بين عدة جوانب ومفاهيم، بما في ذلك الحب والجمال والخصوبة والموسيقى والرقص والفرح، تُصوَّر عادةً على شكل امرأة تحمل قرون بقرة على رأسه. قد تظهر أيضًا في صورة امرأة جميلة ذات شعر طويل بقرنين صغيرين يختفيان بين الشعر،وتظهر أحيانًا مع إله آخر يُدعى حورس، وهو إله السماء والقوة الذكرية، تعتبر حاتحور إلهة الحب العظيمة ، وكان لها دور مهم في الحياة اليومية والاحتفالات والطقوس المصرية.

أما عند الإغريق فقد ظهرت إفري الأمازيغية تحت اسم أفروديت، وعند الرومان ظهرت تحت اسم فينوس ،وكلتاهما مثلتا آلهة الحب والجمال والرغبة الجنسية والجمال الجسدي. تُصوَّر أفروديت  وفينوس عادةً على شكل امرأة شابة جميلة ومثيرة، وقد ظهرت أفروديت  مرافقة لإله الحب إيروس.

وكما كان للفراعنة إله الشمس رع  ولليونان هيليوس فقد كان للأمازيغ إلها للشمس ويسمى قُرْزيل (Gurzil) ويُعتَقَد أنه كان محور عبادة لدى القبائل الليبية القديمة، و يُعتَقَد أن قُرْزيل كان إلهًا للشمس والحرارة والجفاف والجبال، وقد عبدوه لتحقيق الخصوبة والوفرة.

لا تتوفر الكثير من المعلومات عن قُرْزيل، وذلك بسبب قلة المصادر المكتوبة عن الأساطير الليبية القديمة. ومع ذلك تشير الدراسات والأبحاث إلى وجود آثار وتمثيلات فنية قديمة تمثل قُرْزيل وترتبط به.، تظهر على الصخور والمقابر والأواني الفخارية، وعادة ما يُصوَّر على شكل رجل مُسن يحمل عصاً أو رمحًا.

تعكس عبادة قُرْزيل وجود العلاقة القوية بين الليبيين القدماء والبيئة المحيطة بهم، وتعكس الأهمية الكبيرة للشمس والطبيعة في حياتهم،  يُعتَقَد أن الأمازيغ قدموا للإله الشمس قُرْزيل القرابين وأقيمت له الاحتفالات والطقوس لتجنب شره وتأمين الخير والحماية والاستدامة في حياة الناس والطبيعة.

في الثقافة الأمازيغية، يعتبر إله “أنزار” (Anzar) إلهًا للأمطار والرطوبة، ويعتقد الأمازيغ أن أنزار هو القوة الرئيسية المنتجة للأمطار والمواسم الزراعية الجيدة، عبرت التقاليد الأمازيغية عن أنزار بأشكال مختلفة وفي مناطق مختلفة، كما تختلف الشعائر والاحتفالات المرتبطة به من قبيلة لأخرى.  يعتبر أنزار واحدًا من العديد من الآلهة والأرواح التي تحتفل بها الثقافة الأمازيغية، وتؤكد على الروابط العميقة بين الطبيعة والثقافة والدين لدى الأمازيغ.

تقول الميثولوجيا الأمازيغية، التي تعتبر من أقدم الميثولوجيات في العالم، إن الله الأعلى خلق الكون وجميع مكوناته،ووفقًا لأسطورة الخلق الأمازيغية،  فإن الله الأعلى خلق الأرض أولاً، ثم خلق السماء، والجبال والنباتات والحيوانات وأخيرًا خلق الإنسان.

تعد “تيمازيغت ” من أبرزالشخصيات في الميثولوجيا الأمازيغية ، يعتقد الأمازيغ أنها أول امرأة في العالم وأم كل الأمازيغ، كما تُعتبر رمزًا للحرية والاستقلالية، وتشكل عنصرا مهما في الهوية الأمازيغية ، كما تعكس قيمها الثقافية.

على الرغم من عدم وجود توثيق كتابي للميثولوجيا الأمازيغية، فقد نجح الأمازيغ في الحفاظ على تلك الأساطير ، إذ تم نقلها شفهيًا بين الأجيال، إلى درجة  أنها حفرت في العقل الجمعي لهذه الشعوب. وعلى الرغم من تعرض الأسطورة الأمازيغية لهجمات شرسة من طرف حضارات مختلفة، إلا أن الأمازيغ نجحوا في الحفاظ على هويتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ونجدهم إلى يمنا هذا يتمسكون بثقافتهم بشكل كبير، سواء كانوا من الأمازيغ الجائلين في الصحراء أو الذين فضلوا الانعزال والاستقرارفي الجبال.

بالرغم من أن الأساطير الأمازيغية لم يتم توثيقها كتابيًا ، إلا أنها بقيت حية وشائعة في الثقافة الشفوية للشعب الأمازيغي ، وذلك بفضل الحفاظ عليها وتمريرها بين الأجيال عبر التريخ على الرغم من محاولات طمسها من طرف الحضارات المختلفة مثل الفينيقية والرومانية والإسلامية ، ويمكن القول إن الاختلاط مع هذه الحضارات كان له أثر إيجابي كذلك ، حيث لفت الأنظار إلى شمال إفريقيا وأظهر للعالم الخارجي وجود حضارة قوية مستقلة تدعى الأمازيغية ،لهذا سيتحدث عنها  العديد من المؤرخين والفلاسفة اليونان والرومان والأمازيغ والعرب كما سيذكرون أساطيرها ، منهم هيرودوت وديودوروس الصقلي والقديس أوغسطين وابن خلدون وابن عذاري المراكشي وغيرهم.

بالرغم من سعي الإسلام للحد من انتشار الأساطير الأمازيغية، إلا أنه لم يتمكن من تجريد الحكواتي من هويته المتأصلة في الوعي الجماعي الأمازيغي، بفضل هذا الحرص على الحفاظ على الهوية، تم إنقاذ  عدد من الحكايات الشعبية والأساطير التي لا تزال حتى اليوم قيد الحياة تنتقل عبر الأجيال بالرواية بالشفاهية ، كما تم إثراء حكايات أخرى بالسرد الإسلامي ومزجها بالمعتقدات الأمازيغية بشكل جيد. على الرغم من كل الجهود المبذولة لإنقاذ الأسطورة إلا أن الخسائر الميثولوجية الأمازيغية كانت فادحة وكبيرة، وكادت أن تؤدي إلى الكامل لهذا الكنز الفريد.الزوال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى